Like/Tweet/+1
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
http://xat.com/jeunessemarocaine
أحلى شاتLike/Tweet/+1
الطبخ الطلابي
فدرالية جمعيات المجتمع المدني بتامسنا :: الفئة الأولى :: :: منتدى الإعلامي :: اخبار .. نقاشات ..ورؤية جديدة للأحداث
صفحة 1 من اصل 1
الطبخ الطلابي
المرحلة الطلابية هي بالأساس، مرحلة الأسئلة الكبرى والأجوبة النهائية التي يكتشف الكثير منا فيما بعد، أنها ليست نهائية كما كانوا يعتقدون. هذا هو الجانب الجدي و الجاد في الحكاية وهناك ولحسن الحظ جانب مرح نتذكره نحن الطلبة القدامى بكثير من الحنين وتعلو وجوهنا و تحن نسترجعه، ابتسامة نعرفها جميعا: إنّه الطبخ الطلابي، هذا الطبخ المرتجل بامتياز، طبخ أهم ما يميزه كونه طبخ متقشف جدا وبطعم نضالي.
من حيث إنّنا من رواد المدرجات السابقين فلا يمكن أن ننسى مثلا وجبة "البيض ومطيشة" الشهيرة التي كانت طبقنا الاعتيادي، هذه الوجبة التي كنا نطلق عليها في إطار الاختصار اللغوي الذي طبع المرحلة، لقب "BM "، هي وجبة عمالية سريعة تستجيب لحالة الطوارئ و تكاد أن تكون بلا مقادير. كنا نطبخها إذن، بين حصص الدروس بسبب ضيق الوقت و تأخر صرف المنحة وبسبب أننا لم نكن نحسن طهي وجبة غيرها، و كان حدس ما يدفعنا إلى الاعتقاد أنها وجبة "كاملة و مكمولة"..
ثم نتحلق حولها ونقبل عليها بشهية وحسّ تضامني لا يتفوق عليه سوى حرارة التجمع في حلقات الحوار المطلبي كان ذلك طبعا في زمن كانت فيه معداتنا وأمعاؤنا متينة ومواقفنا صلبة و لا تقبل المساومة. لكن علاقتنا بBM لن تتوقف في هذه المرحلة بالتأكيد، بل ستستمر لأيام أخرى إضافية بل سيظل بعضنا مخلصا لها لمدّة أطول وربما لما تبقى له من عمر.
كان البيض بالطماطم هي الأكلة المفضلة بين اختيارات متعددة (أحلاها مرّ) تبدأ بالمعكرونة بدون كفتة وبدون جبن و تنتهي بالشاي والخبز و الزيتون الأسود، و هي عموما أكلات شائعة في المغرب السفلي أي في أوساط الطلبة والعزاب و الفقراء و الذين ليس لهم ما يكفي من الوقت بالإضافة إلى الذين ثلاجتهم فارغة أو ليس لهم ثلاجة أصلا.
BM أكلة متوازنة تصلح درسا في التغدية لكنّها للأسف لا تصلح موضوعا لحلقة من حلقات البرنامج التلفزيوني "شهيوات بلادي" لان شميشة خلال جولتها على موائد المغاربة لن تتوقف بالتأكيد في جزيرة الطلبة والفقراء والعزاب إلى آخر اللائحة المذكورة أعلاه. وهذا الإقصاء الذي ينسجم مع تصور معين للطبخ كان يترك لنا مع ذلك، باعتبارنا طلبة من أبناء الشعب قادمين من الطبقة الوسطى وما تحت، هامشا من الاستقلالية الطبخية كما يحرّرنا من المؤسسة الرسمية التي كنا نرفضها في الغالب بكلّ ما يرتبط بها من التزام وإكراه. وفي هذا الإطار لا يمكننا أن ننسى كيف كنّا "نبرّع" أنفسنا من حين الى آخر بإعداد أطباق من الكفتة درجة ثانية وأحاول اليوم تذكر طعم تلك الكفتة المسماة "بكفتة العود" التي كنا نهيئها في "النهار الكبير" الذي يصادف بالضرورة يوم صرف حوالة المنحة الطلابية تلك الحوالة الهزيلة التي كانت تخصصها لنا الدولة.
كان يوم المنحة إذن، يوما صاخبا بالمرح و الشباب، لكنه كان أيضا يوما بدون BM.
نحن شعب لا يستقيم الاحتفال لديه من غير حضور الأكل أو بالأحرى من غير حضور الأساطير الطبخية، فالذكريات الجميلة تتخللها عادة لحظات أكل خرافية: أطباق أمهاتنا التي لن تضاهيها أطباق على وجه الأرض، أطباق الطفولة اللذيذة التي تختلط في ذاكرتنا بطعم الدهشة الأولى، أطباق الصبا بتوابل شغب البدايات، الأطباق التي أخذت مذاقها و عنفوانها من الأشخاص الاستثنائيين الذين تقاسمنها معهم، أطباق كانت هي الملح الملزم الذي ربطنا بأشخاص بعينهم للأبد (والملح يحصل فالركابي كما نعلم جميعا !!) أطباقنا الأولى الفاشلة و تلك التي كان لها طعم الحب أو طعم الصداقة، أطباق أعددناها متبّلة بحسّ التشارك والتواطؤ.. ما يكفي من الأطباق لنزدرد الحياة ونستلذها..
الأكل في نهاية الأمر لحظات نتقاسمها مع الآخرين، فالكسكس ليس مجرد قصعة من حبات سميد ساخنة مبللة بمرق يتربع عليها لحم وخضر بكلّ الألوان، فمع تصاعد البخار وانتشار الرائحة الشهية تصاغ الكثير من اللحظات و تتنامى المشاعر و تتوطد العلاقات، للطبخ بعده الزمني و هو فضاء وبعد مكاني لكنه بالنسبة لي قبل هذا و ذاك بعد إنساني وسيظل كذلك.
من حيث إنّنا من رواد المدرجات السابقين فلا يمكن أن ننسى مثلا وجبة "البيض ومطيشة" الشهيرة التي كانت طبقنا الاعتيادي، هذه الوجبة التي كنا نطلق عليها في إطار الاختصار اللغوي الذي طبع المرحلة، لقب "BM "، هي وجبة عمالية سريعة تستجيب لحالة الطوارئ و تكاد أن تكون بلا مقادير. كنا نطبخها إذن، بين حصص الدروس بسبب ضيق الوقت و تأخر صرف المنحة وبسبب أننا لم نكن نحسن طهي وجبة غيرها، و كان حدس ما يدفعنا إلى الاعتقاد أنها وجبة "كاملة و مكمولة"..
ثم نتحلق حولها ونقبل عليها بشهية وحسّ تضامني لا يتفوق عليه سوى حرارة التجمع في حلقات الحوار المطلبي كان ذلك طبعا في زمن كانت فيه معداتنا وأمعاؤنا متينة ومواقفنا صلبة و لا تقبل المساومة. لكن علاقتنا بBM لن تتوقف في هذه المرحلة بالتأكيد، بل ستستمر لأيام أخرى إضافية بل سيظل بعضنا مخلصا لها لمدّة أطول وربما لما تبقى له من عمر.
كان البيض بالطماطم هي الأكلة المفضلة بين اختيارات متعددة (أحلاها مرّ) تبدأ بالمعكرونة بدون كفتة وبدون جبن و تنتهي بالشاي والخبز و الزيتون الأسود، و هي عموما أكلات شائعة في المغرب السفلي أي في أوساط الطلبة والعزاب و الفقراء و الذين ليس لهم ما يكفي من الوقت بالإضافة إلى الذين ثلاجتهم فارغة أو ليس لهم ثلاجة أصلا.
BM أكلة متوازنة تصلح درسا في التغدية لكنّها للأسف لا تصلح موضوعا لحلقة من حلقات البرنامج التلفزيوني "شهيوات بلادي" لان شميشة خلال جولتها على موائد المغاربة لن تتوقف بالتأكيد في جزيرة الطلبة والفقراء والعزاب إلى آخر اللائحة المذكورة أعلاه. وهذا الإقصاء الذي ينسجم مع تصور معين للطبخ كان يترك لنا مع ذلك، باعتبارنا طلبة من أبناء الشعب قادمين من الطبقة الوسطى وما تحت، هامشا من الاستقلالية الطبخية كما يحرّرنا من المؤسسة الرسمية التي كنا نرفضها في الغالب بكلّ ما يرتبط بها من التزام وإكراه. وفي هذا الإطار لا يمكننا أن ننسى كيف كنّا "نبرّع" أنفسنا من حين الى آخر بإعداد أطباق من الكفتة درجة ثانية وأحاول اليوم تذكر طعم تلك الكفتة المسماة "بكفتة العود" التي كنا نهيئها في "النهار الكبير" الذي يصادف بالضرورة يوم صرف حوالة المنحة الطلابية تلك الحوالة الهزيلة التي كانت تخصصها لنا الدولة.
كان يوم المنحة إذن، يوما صاخبا بالمرح و الشباب، لكنه كان أيضا يوما بدون BM.
نحن شعب لا يستقيم الاحتفال لديه من غير حضور الأكل أو بالأحرى من غير حضور الأساطير الطبخية، فالذكريات الجميلة تتخللها عادة لحظات أكل خرافية: أطباق أمهاتنا التي لن تضاهيها أطباق على وجه الأرض، أطباق الطفولة اللذيذة التي تختلط في ذاكرتنا بطعم الدهشة الأولى، أطباق الصبا بتوابل شغب البدايات، الأطباق التي أخذت مذاقها و عنفوانها من الأشخاص الاستثنائيين الذين تقاسمنها معهم، أطباق كانت هي الملح الملزم الذي ربطنا بأشخاص بعينهم للأبد (والملح يحصل فالركابي كما نعلم جميعا !!) أطباقنا الأولى الفاشلة و تلك التي كان لها طعم الحب أو طعم الصداقة، أطباق أعددناها متبّلة بحسّ التشارك والتواطؤ.. ما يكفي من الأطباق لنزدرد الحياة ونستلذها..
الأكل في نهاية الأمر لحظات نتقاسمها مع الآخرين، فالكسكس ليس مجرد قصعة من حبات سميد ساخنة مبللة بمرق يتربع عليها لحم وخضر بكلّ الألوان، فمع تصاعد البخار وانتشار الرائحة الشهية تصاغ الكثير من اللحظات و تتنامى المشاعر و تتوطد العلاقات، للطبخ بعده الزمني و هو فضاء وبعد مكاني لكنه بالنسبة لي قبل هذا و ذاك بعد إنساني وسيظل كذلك.
أم يوسف 85- عدد المساهمات : 28
تاريخ التسجيل : 27/08/2012
فدرالية جمعيات المجتمع المدني بتامسنا :: الفئة الأولى :: :: منتدى الإعلامي :: اخبار .. نقاشات ..ورؤية جديدة للأحداث
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين فبراير 03, 2014 10:30 am من طرف أم يوسف 85
» أيام ديسمبر...تتكلم !!
السبت ديسمبر 28, 2013 2:39 am من طرف صرخة الصمت
» لا تظلمني و تحسبني اني لك كارهة
الأحد ديسمبر 15, 2013 1:38 pm من طرف أم يوسف 85
» الفرق كبييير
الأحد ديسمبر 15, 2013 1:14 pm من طرف أم يوسف 85
» الطبخ الطلابي
الخميس ديسمبر 12, 2013 2:20 pm من طرف أم يوسف 85
» نفسي مشتاقة لنفسي....
الأحد ديسمبر 08, 2013 11:57 am من طرف أم يوسف 85
» الحلقة الخامسة
السبت ديسمبر 07, 2013 10:59 am من طرف أبــــــو زيــــــاد
» الوظيفة بالعلاقة وليست بالكفاءة
الخميس ديسمبر 05, 2013 5:30 pm من طرف صرخة الصمت
» دقيقة صمت ترحما على '' ........ ''
الخميس ديسمبر 05, 2013 5:05 pm من طرف صرخة الصمت