العجز في تزايد

صرخة الصمت الأحد سبتمبر 16, 2012 3:42 pm

طبقا لتقديرات البنك المركزي ارتفع عجز ميزان المدفوعات في السنة المالية الأخيرة 2011/2012 حتي بلغ 11،3 مليار دولار.. وهذا يعني أن الدينا عجزا شهريا في ميزان المدفوعات يبلغ قرابة المليار دولار.

ووجود عجز في ميزان المدفوعات يعني أن مواردنا من النقد الأجنبي التي تدخل بلادنا تقل عما ندفعه من نقد أجنبي لتمويل احتياجاتنا من الخارج أو نفقاتنا بالنقد الأجنبي.
ومادام هذا العجز مستمرا ومتزايدا في ميزان المدفوعات سوف نظل مضطرين وفي حاجة لسد هذا العجز بالاقتراب من الخارج أو بالحصول علي منح لا ترد أو ودائع لبضعة سنوات في البنك المركزي من قبل بعض الحكومات العربية، لأننا في الفترة الماضية قمنا بالاعتماد علي ما لدينا من احتياطيات من النقد الأجنبي لدي البنك المركزي فتآكلت هذه الاحتياطيات بعد أن خسرنا منها نحو 21 مليار دولار منذ يناير من العام الماضي ولكن لأن هذه الاحتياطيات لم تعد تكفي سوي لتغطية استيراد ثلاثة أشهر فإن البديل الآخرالمتاح الآن أمامنا هو مزيد من الاقتراض الخارجي لسد هذا العجز.

وقد يقترح البعض تخفيض اتفاقنا من النقد الأجنبي لسد هذا العجز في ميزان المدفوعات أو حتي تقليصه.. لكن هذا أمر ليس بالسهل لأن اتفاقنا في معظمه ضروري، حيث نحن نعقد علي الخارج في توفير نصف احتياجاتنا من الخبز و90% من احتياجاتنا من زيت الطعام ونكمل احتياجاتنا من سلع ضرورية أخري بالاستيراد من الخارج، مثل اللحوم والدواجن.
غير أن الحل الأفضل بالطبع لسد هذا العحز هو التخلص منه وذلك يتحقق بزيادة مواردنا من النقد الأجنبي.. وهذا يقتضي حدوث أمرين.. الأول زيادة حركة السياحة الخارجية التي كنا نعتمد عليها في تدبير موارد من النقد الأجنبي.. الثاني استعادة الاستثمارات الأجنبية التي فقدناها علي مدي عام ونصف العام، بل زيادة هذه الاستثمارات، فهي لا توفر لنا فقط فرص عمل دائما توفر لنا أيضا موارد من النقد الأجنبي نحن في أشد الحاجة إليها.

وهكذا يتضح المأزق الاقتصادي الذي نعاني منه الآن، وهو مأزق ليس بالهين ولكنه يتسم بالصعوبة.. وتتمثل هذه الصعوبة في أننا لا نسطيع استعادة الاستثمارات الأجنبية بذات مستواها السابق قبل يناير 2011 في غضون فترة قصيرة، مع العلم أن هذا المستوي من الاستثمارات الأجنبية الذي كان موجودا لدينا عام 2010 لم يعد كافيا أو مرضيا حيث كان قد انخفض منذ عام ،2008 وهو عام الأزمة المالية العالمية حتي بلغ سبعة مليارات دولار فقط، بينما نحن نحتاج لما يقل عن 20 مليار دولار.

ولذلك السبيل المتاح الآن وبشكل عاجل أمامنا هو انعاش السياحة الأجنبية، خاصة أن لدينا بنية أساسية سياحية تسمح بمضاعفة أعداد السائحين الأجانب لدينا، لكن ذلك يظل مرهونا بتحقيق الأمن والاستقرار السياسي في البلاد ولذلك فإن التوقف عن إثارة مزيد من التوتر الأمني والسياسي بات فريضة علي الجميع الآن خاصة هؤلاء الذين يعكرون الأجواء السياسية والأمنية بتصريحات مثيرة للقلق.

الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت	الأحد
		1	2	3	4	5
6	7	8	9	10	11	12
13	14	15	16	17	18	19
20	21	22	23	24	25	26
27	28	29	30	31