حبيبي يا وطني

أحب المغرب بكل ما فِيه مِن أزمات سِياسيا ورياضياً وثقافيا ودِينيا....أحب أزمة الطرقات في الدار البيضاء ، أحب سائق الطاكسي الذي يتحايل عَليَّ بتطويل المسافة عِند زِيارَة مَدينة الرباط.، وأحب كَيفَ تتحولُ السيارات لأسماكٍ في الشوارع وَقت الشتاء .
أُحب إبنَ المَسؤول، الذي يتجاوز الصَف في طوابير الأنتظار وَيترك الجميعَ حائرا ، أحب الصراع الأزلي دَاخِل حافلات المواصلات .
أصبحتُ أعشق الغلاء وكيفَ إرتفعَ سِعر البنزين ، وكيفَ تصبحُ الطَماطِم الراعي الَرسمي لأحاديثنا ، أحب الخبز الساخن وَ هؤلاء الباحِثين عَن كِسر خبز عِندما ينقلونه مِن متجرٍ لأخر بِواسطة سَياراتٍ يكاد لَونها يصبحُ بُنياً مِن شدة الغُبار عَليها ،أحب هؤلاء الشبان الدينَ يَقفون في الحَارة متتبعينَ لخطوات الفتيات على الأرصفة ، أحب هؤلاء المتمردينَ الذين يغلب عليهم شهر الصيام فَيصبحون وحوشاً تَأكل بعضها ، وهؤلاء الهاربينَ من المدارس، والرجالِ الأنيقينَ بالبدلات والحقائب الدُبلوماسية ..
أحب الطريق السيار بَين الناظور والحسمية والذي غذى يحطم الأرقام القياسية في حَوادث السير ، أحب هؤلاء ال
فتيات الصاعِدات اللواتي يُتابعِنَّ بَرامج تافهة على شاشة مقيتة تُراهن أن تبثَ ما حَرم الله إمعانً في إحتقارِهِنَّ ، أُحب عِندما أرى شابً يلهثُ وَراء الحصولِ عَلى رقم أو أرقامِ فَتيات لم يَلجنَ بعد سِنَ الرشد ....
أحب ذلكَ الحوار بَيني وبينَ أخي فأنا أريد أن أسمعَ مُحدثً ، وهو يريدُ سماع عبد الحليم حافظ ..
أحُب الفتيات الأنيقات حقاً، ومَن يعتقدن أنهن كَذلك أيضاً، أُحب مَنظر العُشاق المُختبئين، أُحِب تِلك الأجواء عِندما لا نَملك مالاً كافياً أنا وأصدقائي، فَنقوم بوَضع جَميع ما نَملك على الطاولة ويتم تَقسيمهُ بيننا بالتساوي..
أحب كل هؤلاء المشاكسين مِن زمزميٍ و غَزيويٍ ونشطاء ضد الصوم يُحاولونَ زرع فِتنة داخل الوطن بَينما أمير المؤمنينَ لا يحرك ساكناً ،بل وأحب عِندما يطرد أو بالأحرى ينفى الشيخ النهاري خارج الوطن لمجرد قوله كَلمةَ حق في إنتظار عودته عِند إستقرار الأوضاع ، أحب عِندما يخرج بن كيران إلى قناة الجزيرة ولايستطيع قول جملة مفيدة باللغة العربية وهو الحاصل على شواهد عُليا ...
أحب المغرب والقنوات المغربية في مواضيعها التافهة، أُحب النساء في الأسواق، والأطفالَ يَنتظرون أبائهم في المقاعد الخَلفية للسيارة، وكيفَ تُسند أكياس النفايات على جوانب حاويات القُمامة وما بداخل الحاويات فارغ...
أحب المغرب لأنهُ شيء يَخُصّنا نَحن وَحدَنا، وإن كانت هُنالك أشياء مُزعجة لا يُمكن تَغييرها، مَن يَعرف رُبما هيَ الأشياء نَفسُها الّتي يَطيبُ العَيش مَعها، ولا تحلو الأيام من دونها.

ويبقى المغرب بلدنا الحبيب