حذاري من الإسراف في النقد

صرخة الصمت الأحد أكتوبر 28, 2012 8:37 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن محور تحركات الانسان مهما كان ..هو مشاعره وأحاسيسه في الغالب.. وليس عقله كما يتوهم لدينا وكما
نرجو ونطلب دائما الناس ..((عليك بتحكيم عقلك)) ...وذلك لن يكون مئة بالمائة محال

لان البناء الداخلي للإنسان هش سواء كان امرأة أو رجل ..فيمكن لأي مصدر إزعاج أن يضج مضجعه

ويحرمه من الاستغراق في نومه أو راحته ..فمثلا ان كان هناك حشرة صغيرة تحوم حولك وأنت

نائم ..فستحرمك من النوم وتثير أعصابك وتشغل تفكيرك

لقوله تعالى (ضعف الطالب والمطلوب )...

وعلينا أن نتأكد من شيء وهو أنه ما يصدر منا سيصيبنا منه نصب لا محالة فان أذيت مشاعر الآخرين

ستتأذى بشكل أو بآخر لأنها أشبه بالريح الكريهة التي تصيب كل من في المكان .. وإن نشرت كلمة

طيبة ..ستكون أشبه بالطيب ..إن رششته على غيرك ستصيبك رائحته وتنعشك شأنك شأن الآخرين

النقد له أهميته في واقع الحياة إذ يضع الأصبع على موضع العيب والخطأ لكي نصحح منه لأنه لا وجود

للكمال في قاموس الانسان والكمال لله ..من هنا النقد لابد منه حتى تتوازن الافكار وتستقيم الحياة ولكن

ممارسته لا تعطينا الحق في النيل من الناس وكرامتهم والعبث بخصوصياتهم وجرحهم على نحو عشوائي

وبطريقة انتقامية او لأهداف داخلية بحتة

فلإسراف في النقد قد يأتي بنتائج عكسية فبدل أن تصحح من أخطاء الغير

تثير مشاعرهم ضدك وتصبح آخر واحد من الممكن أن يأخذوا ما عندك ولا ربما المسرف في النقد على

حق.... ولكن أسلوبه وطريقته هي التي تجعل من نقده غير مقبول من الناس

اذ لابد له من الطريقة الجيدة التي يأسر ربها القلوب حتى تسمعه العقول فتحتكم وفق للحقيقة او ما يقاربها

وحتى تجد ارضية صالحة لتقبل النقد وفهمه وتطبيقه

ولابد للناقد ان يضع الفروق الفردية بين الناس في بداية كل توجهه

لأنه لا يمكن أبدا أن يكون أي إنسان مركز للدائرة في كل شيء ولا يمكن أن يكون محيط للدائرة في كل شيء

ونعود لنقول عبارة قلناها في بداية الموضع لها اهميتها الكبرى

المكمن الحقيقى لذات الانسان هي مشاعره وأحاسيسه وليس عقله

فلنعمل حسابا للمشاعر حتى نستطيع ان نتحدث مع العقول مباشرة

الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت	الأحد
				1	2	3
4	5	6	7	8	9	10
11	12	13	14	15	16	17
18	19	20	21	22	23	24
25	26	27	28	29	30