رحيــل قبـل الأوان

لم يأنْ بعـد الأوان
لكـن أعلـن الحــداد
نُكست الدقائـق
وجـف حبـر قلم
ما بخل يوما في تصوير مشاعري
لكنـه اليـوم
تمـرد وأبى الانصيـاع

همـس لي....
ليكن وداع المفارق
رحـلت الطيبـة... عن مسـرح الحيــاة
فلـم البقــاء

لا تحـزن يا قلبي
فما عاد في النفس للحزن مكـان
ولم يعـد الرحيل يخيفني
بعد أن طويت كل هذه المسافات في الحيـاة
بعـد تعبي...وعنائي...
بعــد بؤســي... ويأســي
ما عــاد للحـزن مكــان

سأقـف هنــاك
عند شاطئ البحــر
لن أخبره برحيلي...
كي لا يعلو موجه حزنــا
ولن أبكي.. كي لا أبكيه عليَ
فقط يا قلـب
لا تحـــــــزن
ولا تستسلم لنبأ الرحيل

ودع صورتــي
في الأعماق ثابتــة
علها تخفف قسـوة الرحيـل

يا قلـب
سأكون دومـا هناك
أحادثك وأحاورك
وأسألك عن جديد الأخبار
وكيف من كانوا هم الأصحاب
وكيف جرت بك الدنيا من بعدي
وكيف باتت همساتي وخواطري

يا قلـب ...
ما عاد للحزن مكان
فلا تبكِ...
حين تلوح بعض الذكريـات
واخفِ دموعـك
حين يجول بك إني لم أعد انتظـر
هنــاك

يا قلـب
من غيرك والبحر
يتذكرني...
من غيركما
بشغف وشوق ....
بحنين

فما عاد هناك من يبكني
و لو لحظات
وما عاد هناك من يشتكي
مرور الوقت في غيابي
وما عاد هناك من يحصي
الثواني للقائي

لا تحـزن
لأن الظروف حرمتني منك
فقد حرمتك مني قبلاً