مسألة العطالة وتماطل السماسرة

لا شك أن الحرب التي يخوضها معطلي جمعية الكرامة بإقليم الفقيه بن صالح لمدة تجاوزت العام والنصف العام،هي حرب في جوهرها تحمل قضايا تخص أبناء بني عمير ككل، حرب ضد الإقصاءوالتهميش،ضد القمع وإستمرار لغة الخشب من قبل نجاري السلطة الذين يرفعون شعار" طالع واكل هابط واكل"،وإسكافي الحوار الذين يرفعون شعار ترقيع أحذية رجالات السلطة لإستمرار سلطتهم على أمر البلاد والعباد.
لقد إنتشر فساد رجالات السلطة في الإقليم كالفطر في المزابل، حتى إنعدمت ثقة شباب بني عمير في مصداقية خطاباتهم التي لا زالت مرتبطة بمنهجية المغرب القديم ،فإتسعت فجوة التصديق بين المواطن ومن يتحكموا في تسير شؤون البلاد.
فالقضية هذه المرة هي قضية كرامة مواطن،مواطن يعاني ويلات الفقر والتهميش،البطالة والإرهاب النفسي الممارس من قبل إسكافي الحوار.
بالنسبة لمعطلي جمعية الكرامة كانت ولا زالت القضية قضية حياة او موت،حياة والدفاع بإستماثة عن كرامة الإنسان وحقوقه في الشغل والتمتع بالسلم الإجتماعي،أو الموت رافعين شعارات لا للإستسلام لا لركوع "وما فاكينش".وذلك بعد أن وصل الفساد والرشوة والظلم والإنتهاك الصارخ لكل القوانين إلى الحدود التي أشرنا إليها من جراء سياسة نجاري وإسكافي السلطة.
صدقا وفي ظل هذه الظروف أصبحنا نعيش تحت رحمة الليبيرالية التي تمارس أقسى أنواع الديكتاتوري الطبقية والتضليل السياسي والإجتماعي.ولذلك لا يملك الواحد إلا أن يضرب أخماسا في أسداس،وهو يرى البلاد بين أيدي أشخاص لم يفهموا أن أفكارهم توفيت مع المغرب القديم،المغرب الذي إنقرض نهائيا مع الربيع المغربي المحتشم.
المعادلة بإقليم الفقيه بن صالح صارت معقدة وبأكثر من مجهول وهم ما زالوا يصرون على حلها إعتمادا على جدول الضرب ،ضرب المحتجين المتظاهرين المطالبين بحقوقهم وكرامتهم،وضرب الدستور والمبادرات الملكية،حسبنا الله ونعم الوكيل في عقول تفكر بمنطق أنا ومن بعدي الطوفان،لكننا نوجه لهم رسالة غير مشفرة تحمل عنوان"الطوفان او كرامتنا"