رجل من هناك

بين مسالك وعرة ومنحدرات عميقة, تتعلق أشجار غابة الصنوبر والبلوط, موطن الوحيش والخنزير البري. شاب في مقتبل العمر وزوجته الفرنسية بملابس الصيد يستكشفان المنطقة الجبلية, في رحلة صيد ومعهما دليل من أبناء المنطقة.
طلقات مدوية هنا وهناك , أزعجت سكان الغابة الآمنين, وطرائد هاربة من قدرها تتساقط بعيدا لعل أحدا يعثر عليها.
وبينما ميشيل يتلذذ بلعبة القتل المسلية, وجد نفسه في بقعة ضيقة تحيطها أشجار كثيفة. فجأة برزأمامه خنزير فحل يتطاير الشرر من عينيه.
أخرج ميشيل رصاصة ليحشو خزان اللعبة النارية, لكن العرق بدأ يتصبب من وجهه ويداه ترتجفان وقد اصفر لونه من الفزع.
انقض محمد على البندقية وخطفها من يده صائحا : - (أرى لهنا).
بسرعة, شحن الخزان وسدد بطلقة واحدة فأوقع الوحش صريعا على الأرض.
أجهشت الزوجة بالبكاء, وارتمت على محمد تقبله صائحة :
- شكرا , شكرا محمد , شكرا يا الهي . ثم استرسلت قائلة:
- لا ,لا,لا يمكن. هذا مستحيل. محمد يجب أن تقول للحاكم : ميشيل
هو الذي قتل الخنزير. أفهمت ؟ لا يمكن أن تكون أنت. هذا مستحيل.هذا مستحيل...
نظر اليها محمد وقد أمسك في احدى يديه عبوة الرصاصة الفارغة وهو يشير الى الخنزير قائلا : - أفضل أن يقتلني هذا الوحش على أن ينعتني سكان القبيلة بالجبن والعار...